JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Accueil

لماذا اختفى أشهر توأم في العالم فجأة؟ قصة ماري كيت وآشلي أولسن: من نجوم الطفولة إلى أشباح عالم الموضة

 


لماذا اختفى أشهر توأم في العالم فجأة؟ قصة ماري كيت وآشلي أولسن: من نجوم الطفولة إلى أشباح عالم الموضة

في عالم الشهرة والأضواء، حيث تبرز الوجوه وتختفي بسرعة، تظل قصة التوأم ماري كيت وآشلي أولسن واحدة من أكثر القصص إثارة للفضول والغموض. فبعد أن كانتا أشهر وأغنى توأم في العالم، اختفتا فجأة من وجه الأرض دون أي تفسير واضح، تاركتين وراءهما تساؤلات كثيرة. ما هو السر الذي دفعهما للهروب من الأضواء؟ وما دخل وفاة الممثل هيث ليدجر، وحتى أخو رئيس فرنسا السابق، في هذه القصة المعقدة؟ إنها حكاية عن الشهرة المبكرة، الضغوط النفسية، التحولات الجذرية، والنجاح الهادئ الذي تحقق بعيدًا عن صخب الإعلام.

طفولة تحت الأضواء: من "فول هاوس" إلى النجاح غير المتوقع

ولدت ماري كيت وآشلي أولسن في 13 يونيو 1986 في شيرمان أوكس، كاليفورنيا، لعائلة عادية. لكن حياتهما اتخذت منعطفًا غير عادي في سن مبكرة جدًا. عندما كان عمرهما تسعة أشهر فقط، سمعت والدتهما عن مسلسل تلفزيوني جديد يبحث عن توأم لتمثيل دور الطفلة "ميشيل تانر" في مسلسل "فول هاوس" (Full House). السبب وراء البحث عن توأم لدور واحد كان قانونيًا بحتًا؛ فوفقًا لقوانين عمل الأطفال في كاليفورنيا، لا يمكن للرضيع العمل لأكثر من 20 دقيقة في اليوم. بوجود توأم، يمكن تبديلهما، مما يضاعف مدة التصوير إلى 40 دقيقة يوميًا.

أرسلت الأم صور بناتها لمنتجي المسلسل، وعندما التقوا بهما، لم تبكِ الفتاتان عندما حملهما المنتجون، وهكذا فازتا بالدور من بين 20 توأمًا آخر. كان الأمر أشبه بالصدفة؛ فلو بكت إحداهما، لربما اختلفت حياتهما بالكامل. من عام 1987 إلى 1995، سيطر مسلسل "فول هاوس" على التلفزيون الأمريكي. في البداية، كان التوأم يكسبان 2000 دولار فقط لكل حلقة، لكن خلال ثماني سنوات، ارتفع المبلغ إلى أكثر من 8000 دولار. أصبحتا محبوبتين جدًا بسبب عفويتهما وخفة دمهما، وأسرتا قلوب الملايين.

لكن خلف الكواليس، لم يكن الوضع مطمئنًا. فقد طلب المخرجون من والديهما عدم الحضور إلى الاستوديو أثناء التصوير حتى لا يشتتا انتباه البنات، ووافق الأهل على ذلك، وهو أمر غريب أن يُترك أطفال صغار مع غرباء يوميًا. لم يكن هناك شخص مسؤول عن رعاية الأطفال في موقع التصوير، لدرجة أنه في بعض الأحيان لم يتم تغيير حفاضاتهما لمجرد اللحاق بتصوير المشهد في الوقت المطلوب. وفوق كل ذلك، كان الممثلون الكبار يلقون نكاتًا وقصصًا غير مناسبة للأطفال أمامهما. عندما كبرتا، بدأتا تدركان ما يحدث، لكن لم يقل أحد إن هذا خطأ. استمر المسلسل موسمًا تلو الآخر حتى بلغ التوأم الثامنة من العمر، ثم تم إلغاء المسلسل. كانت صدمة كبيرة للممثلين، وخاصة لماري كيت وآشلي، اللتين لم تعرفا حياة خارج التمثيل.

عبقرية روبرت ثورن: من ممثلتين إلى منتجتين ومليارديرتين

توقع الناس أن تختفي ماري كيت وآشلي بعد "فول هاوس" لتعيشا حياة طبيعية كمعظم ممثلي الأطفال، لكن ما حدث كان العكس تمامًا. السر وراء استمرار نجاحهما كان المحامي روبرت ثورن، الذي وضع خطة عبقرية. بدلًا من أن يترك منتجي الأفلام يستفيدون من شهرتهما، أسس لتوأم شركة "دول ستار" (Dualstar)، ووضع نفسه رئيسًا لها. بهذه الفكرة، لم يعد التوأم مجرد ممثلين يتقاضون أجورًا، بل أصبحا منتجتين يمتلكان الأفلام التي يظهران فيها. حرفيًا، أصبحتا أصغر منتجتين في العالم.

أنتجتا أكثر من 30 فيلمًا بحلول سن المراهقة، وظهرتا في هذه الأفلام كأخوات بدلًا من تمثيل دور واحد. وكانت جميع أفلامهما تقريبًا ناجحة. لقد شكلت أفلام ماري كيت وآشلي أولسن جزءًا كبيرًا من طفولة الكثير من الفتيات حول العالم. كان الأمر مضحكًا أننا كنا نغار منهما في صغرنا؛ فحياتهما كانت تبدو مثيرة ومليئة بالشهرة والسفر حول العالم والملابس وتسريحات الشعر. كانت حياتهما حلم كل فتاة في سنهما. لكن ما لم نكن ندركه هو أن هاتين الفتاتين كانتا تعملان قبل أن تتعلم المشي، ولم تعيشا طفولتهما بشكل طبيعي، ولم تأخذا أي استراحة.

لم يتوقف نجاحهما عند الأفلام. فقد دخلتا في شراكة ضخمة مع "وول مارت" (Walmart)، وأطلقتا خطوط أزياء، وعطور، وديكورات منزلية. كان من المستحيل دخول أي محل وعدم العثور على صورتهما. لدرجة أنه في عام 2000، بلغت قيمة شركتهما أكثر من مليار دولار أمريكي. تخيلوا، كان عمرهما 14 عامًا فقط! إنها تجربة لا أعتقد أنها ستتكرر مع أحد آخر.

الجانب المظلم للشهرة: المراهقة، المرض، ووفاة هيث ليدجر

ولكن للأسف، كما يحدث دائمًا مع نجوم هوليوود، غالبًا ما تكون قمة النجاح هي أصعب فترة نفسية للإنسان. وفي نفس الوقت، بدأت صورة ماري كيت وآشلي تتغير مع المراهقة. بدأتا تظهران في الإعلام بشكل مختلف، وكان أغرب شيء هو هوس الناس بعيد ميلادهما الثامن عشر، على أساس أنهما أصبحتا "بالغتين" قانونيًا. وصل الأمر إلى وجود مواقع على الإنترنت تحسب الثواني المتبقية حتى تبلغا الثامنة عشرة. لا يمكن تخيل مدى الخوف الذي كانت ستشعر به الأم لو كانت ابنتها في هذا الموقف.

لكن والديهما، اللذين كانا يستفيدان ماديًا من بناتهما، تصرفا بطريقة غير مسؤولة. بدأ الحوار في المقابلات يتغير ويصبح مخزيًا. على سبيل المثال، سألتهما أوبرا وينفري في عام 2004 عن مقاس ملابسهما، وكأن لا أحد يهتم بأنهما فتاتان صغيرتان. هذا جعلهما تتصرفان بشكل مختلف، وبدأتا تشعران أن العالم ضدهما. وكلما حاولتا الهروب، زاد الإعلام ملاحقتهما في كل مكان.

وبطبيعة الحال، وبما أنهما كانتا في سن المراهقة، بدأت صورة التوأم اللطيفة تتكسر. التقط المصورون لهما صورًا وهما تدخنان، وتحضران الحفلات، وتعيشان حياة المشاهير في لوس أنجلوس. تأثرت ماري كيت بشكل خاص، وانقلبت حياتها رأسًا على عقب. بدأت المجلات تعلق يوميًا على وزنها، حيث بدا شكلها مخيفًا من شدة النحافة. اكتشف لاحقًا أنها كانت تعاني من مرض "فقدان الشهية العصبي" (Anorexia Nervosa)، وهو مرض نفسي يجعل الشخص يرى نفسه سمينًا مهما نحف، مما يدفعه إلى التوقف عن الأكل حتى يصبح نحيلًا ومريضًا. يمكن تخمين أن ماري كيت في ذلك الوقت كانت ترغب في التحكم في شيء ما في حياتها، فبدأت تتوقف عن الأكل لتشعر بالسيطرة.

هنا، تدخل الأهل أخيرًا. حاول والدها مساعدتها، وجلب شخصًا يراقبها في كل مكان ويتأكد من أنها تنهي طبقها، بل وسحب منها سيارتها. لكن كل محاولاته لم تنجح، وبدأ يخاف بشدة لأنه لم يتبق سوى أسابيع قليلة حتى تبلغا الثامنة عشرة، ولن يتمكن من التحكم فيهما بعد ذلك. لذا، قبل عيد ميلادهما بأسابيع قليلة، أجبر والدها ماري كيت على الذهاب إلى مركز إعادة تأهيل، حيث تلقت العلاج لمدة ستة أسابيع. كانت هذه بداية النهاية لحياتهما تحت الأضواء.

بمجرد بلوغهما الثامنة عشرة، وتوليهما جميع قراراتهما بأنفسهما، تغير كل شيء. توقفتا عن التمثيل تمامًا، والتحقتا بجامعة نيويورك، رغبة منهما في عيش حياة طلاب عادية. تخيلوا، لم تذهبا إلى مدرسة عادية من قبل، حيث كانتا تتلقيان التعليم من مدرس في موقع التصوير طوال حياتهما. لكن المصورين، الذين كانوا يكسبون منهما، لم يهتموا بكل هذا، واستمروا في ملاحقتهما في كل مكان، محاولين كشف أي خطأ يقومون به لبيع الصور.

في يناير 2008، حدثت حادثة صادمة ربطت ماري كيت بوفاة الممثل هيث ليدجر. فجأة، توفي هيث ليدجر بعد أشهر قليلة من تصوير فيلم "ذا دارك نايت" (The Dark Knight) الذي أدى فيه دور "الجوكر". عندما اكتشفت مدلكته وفاته، بدلًا من الاتصال بالشرطة أو الإسعاف، اتصلت بماري كيت أولسن ثلاث مكالمات استمرت لمدة 10 دقائق. بعد ذلك، أرسلت ماري كيت حارسها الشخصي، ثم تم الاتصال بالشرطة. الأهم هو أن ماري كيت أحضرت محاميًا على الفور وقالت إنها لن تتحدث عن الموضوع إلا إذا حصلت على "حصانة" (Immunity)، مما يعني أنه لا يمكن اتهامها بأي شيء. صدم الناس واستغربوا من تصرفها، فلم يكن أحد يعلم أنهما يعرفان بعضهما البعض. حتى اليوم، لا نعرف التفاصيل الكاملة، ولم تقل ماري كيت شيئًا سوى أنهما كانا صديقين. لكن الناس شكوا في أن ماري كيت هي من أعطت هيث الحبوب التي تسببت في وفاته عن طريق الخطأ، وهو ما أنكرته بالطبع. والغريب أن إحدى الفتيات تحدثت مؤخرًا عن هذا الموضوع في فيديو على تيك توك، وانتشر المقطع بشكل كبير، ثم تم حذفه فجأة.

الحياة الخاصة وإمبراطورية الموضة: الاختفاء الناجح

بعد أشهر قليلة، في عام 2008 أيضًا، عادت ماري كيت لتثير الجدل في الإعلام عندما أصبحت حبيبة المصرفي الفرنسي أوليفييه ساركوزي، الذي كان ثريًا جدًا، وأخوه كان رئيس فرنسا آنذاك. الأهم هو أنه كان أكبر منها بـ 17 عامًا، وكان يبدو أكبر من سنه، بينما كانت هي تبدو أصغر من سنها، مما جعل صورهما معًا تبدو غريبة جدًا، وكأنها تخرج مع والدها. استغرب الجميع وعلقوا على الأمر، لكنها لم تهتم، واستمرت معه لسنوات حتى تزوجا في عام 2015. الشيء الذي لفت انتباه العالم في حفل زفافهما هو تقديمهما لأطباق مليئة بالسجائر، وهو أمر غريب جدًا.

ماري كيت أولسن شخصية غامضة بالفعل، لكن أكثر شيء لا يعرفه معظم الناس عن التوأم هو أنهما بعد توقفهما عن التمثيل، نجحتا بشكل أكبر بكثير في مجال الأزياء، ولكن بهدوء تام. في عام 2006، أطلقتا علامتهما التجارية "ذا رو" (The Row). كانت الفكرة وراء "ذا رو" هي أنهما لم تعجبهما الموضة السائدة آنذاك، ولم ترغبا في الملابس الصاخبة والمعقدة. كانت فكرتهما تقوم على البساطة، الفخامة، والخياطة الراقية، أي "الرفاهية بدون علامات تجارية أو رسومات أو تخبيص". لقد بدأتا حرفيًا ترند البساطة في اللبس. والأجمل أنهما لم تستخدما شهرتهما لنجاح الفكرة؛ فلم تجريا مقابلات عن "ذا رو"، ولم تحتاجا إلى مساعدة الإعلام، بل تركتا الملابس تتحدث عن نفسها. وبالفعل، أعجب الناس بالتصميم والجودة العالية، وهكذا أثبتتا نفسيهما في عالم الأزياء، لدرجة أن "ذا رو" تكسب جوائز كل عام، وتبلغ قيمة العلامة التجارية اليوم مليار دولار أمريكي.

الأهم هو أنهما بنتا كل هذا النجاح وهما "أشباح" حرفيًا، مختفيتان تمامًا عن وسائل التواصل الاجتماعي، ونادرًا ما نسمع عنهما أي شيء. باستثناء طلب ماري كيت الطلاق من ساركوزي في عام 2020 خلال فترة كورونا، عندما قرر جلب أولاده للعيش معه أثناء الإغلاق، فقالت له ماري كيت "لا شكرًا، مع السلامة"، وتركت منزله وذهبت لتعيش مع أختها آشلي. آشلي نفسها تزوجت من الفنان لويس أيزنر في عام 2022، لكنهما نادرًا ما يظهران، وعندما نراهما، يكونان معظم الوقت يرتديان الأسود ويحاولان الهروب من الكاميرات.

الشيء العجيب هو أن أختهما الصغرى، إليزابيث أولسن، أصبحت نجمة في هوليوود وتمثل في أفلام "مارفل". ربما ساعدتها أخواتها ماري كيت وآشلي على عيش شهرة طبيعية بعيدة عن الفوضى التي مرتا بها.

إن قصة ماري كيت وآشلي أولسن هي شهادة على الثمن الباهظ للشهرة المبكرة، والضغوط النفسية التي يمكن أن تفرضها، وكيف يمكن للأفراد أن يختاروا مسارًا مختلفًا تمامًا عن المتوقع. لقد اختارتا الاختفاء من الأضواء الصاخبة لتبنيا إمبراطورية أزياء فاخرة بهدوء، محافظتين على خصوصيتهما، ومثبتتين أن النجاح الحقيقي لا يتطلب دائمًا الظهور المستمر.

NomE-mailMessage