زفاف الملياردير الفاخر: "لورين سانشيز" تكلف بيزوس أربعين ملياراً... وما الذي صدم الجميع؟
في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتوالى الأخبار، أصبح زفاف أحد أغنى رجال العالم، جيف بيزوس، حديث الساعة على الفور. مقارنات لا تتوقف مع زفاف الملياردير الهندي أمباني العام الماضي، ملايين الدولارات، مئات المشاهير، وحتى أفراد من العائلات الملكية. لكن خلف هذا البريق، كانت هناك احتجاجات وخلافات وموجة من الانتقادات. ما الذي كان صادمًا في هذا الزفاف؟ ولماذا أثار كل هذا الجدل؟ من هي هذه المرأة التي جعلت الملياردير يتغير بالكامل؟ وكيف كانت تبدو قبل عمليات التجميل؟ حقائق مدهشة عن زوجة بيزوس الجديدة التي لم يسمع بها الكثيرون من قبل.
من بيزوس الخجول إلى أيقونة الموضة: تحول غير متوقع
يُعتبر جيف بيزوس رابع أغنى رجل في العالم بثروة تتجاوز 200 مليار دولار، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة أمازون، التي غيرت طريقة عيشنا وعملنا وإنفاق أموالنا. لكن قلة من الناس يتذكرون كيف كان بيزوس في بداياته: شاب هادئ، نحيف، يرتدي نظارات، لا يلمع في الحفلات ولا يظهر في المجلات. كانت بجانبه امرأة بسيطة ومثقفة، زوجته الأولى ماكنزي سكوت، التي لم تدعمه معنويًا فقط، بل ساعدته حرفيًا في إطلاق أمازون من كراج صغير. عاشا معًا 25 عامًا، ربيا أربعة أطفال بعيدًا عن الأضواء، وبدا زواجهما متينًا.
ثم انهار كل شيء فجأة. وجد بيزوس نفسه وسط فضيحة كبرى عندما نشرت وسائل الإعلام رسائل خاصة بينه وبين مقدمة البرامج لورين سانشيز. هذه الرسائل الجريئة والصور الخاصة سُربت إلى الصحافة من قبل شقيق لورين مقابل 200 ألف دولار. في ذلك الوقت، كان كل من بيزوس وسانشيز لا يزالان متزوجين. صدمت الفضيحة الجميع، وأكثر ما أثار الدهشة هو التناقض: ترك بيزوس زوجته الهادئة والمثقفة من أجل مذيعة وُصفت بأنها "صارخة" بماضٍ صاخب ومظهر قالت الصحافة إنه نتيجة لعمليات تجميل باهظة. تشير الشائعات إلى أن لورين خضعت لعدة عمليات للصدر والأنف وشكل الوجه، وصورها القديمة المنتشرة على الإنترنت تثير الكثير من الجدل عند مقارنتها بمظهرها الحالي.
بسبب فضيحة الخيانة، انهارت أسهم أمازون بشكل حاد، وخاف المستثمرون من خسائر بمليارات الدولارات. لكن بيزوس نفسه لم يتردد لحظة؛ بعد 25 عامًا من الزواج، قدم طلب الطلاق وأعطى زوجته السابقة 40 مليار دولار، وانطلق في حياة جديدة مليئة بالألوان والجدارة والعلنية، لكنها في رأي الكثيرين كانت "مزيفة".
من هي لورين سانشيز؟ المرأة التي غيرت حياة الملياردير
لورين سانشيز، هذه الشابة ذات الأصول المكسيكية، كانت تحلم بالظهور والشهرة منذ صغرها. أنهت دراستها بصعوبة وكانت تعاني في الجامعة من عسر القراءة (الديسلكسيا)، ولهذا السبب أصبحت تدعم اليوم الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في القراءة. كانت لورين عنيدة في مسيرتها، طموحة ولا يمكن إيقافها. في بداية العشرينيات من عمرها، ظهرت على شاشات التلفزيون، ثم بدأت بتقديم برامج مشهورة وتغطية الأحداث الاجتماعية والبث المباشر. بفضل شهرتها، ظهرت لورين كمراسلة في أفلام ومسلسلات مثل "نادي القتال" و"اليوم التالي" وغيرها. هي حاصلة على رخصة قيادة مروحية، وهي أم لثلاثة أطفال من رجال مختلفين، وزوجة سابقة لوكيل نجوم هوليود. كانت دائمًا في دائرة الضوء وتعرف كيف تبقى في المشهد.
يقول العديد ممن يعرفون لورين إنها تملك قدرة نادرة تجعلك تشعر بأنك الوحيد في العالم حين تتحدث إليك، تنظر في عينيك، تستمع باهتمام، وتبتسم. وربما هذا بالضبط ما جذب بيزوس؛ ليس البهرج ولا الإعلام، بل قدرتها على التواجد الحقيقي بجانبه. لكن شهرتها الواسعة جاءت مع علاقتها بالملياردير. لورين لم تضع الفرصة؛ كانت تنقل أخبار المشاهير، والآن أصبحت هي الخبر. لسنوات، جذبت الانتباه وكانت تتعامل بود مع المصورين، لم تحاول أن تكون في ظل شريكها الشهير، بل بقيت على طبيعتها: جريئة، مثيرة، وواثقة.
التعليقات الساخرة عن شكلها أصبحت شائعة لدرجة أنها تحولت إلى "رياضة أمريكية". أنصار ترامب هاجموها بسبب فستانها المكشوف خلال حفل تنصيب الرئيس، واعتبروا أن فتحة الصدر العميقة غير لائقة لهذا الحدث. حتى رحلتها إلى الفضاء أثارت جدلًا؛ شاركت لورين في أول طاقم نسائي بالكامل يصل إلى خارج الغلاف الجوي، واستغرقت الرحلة 11 دقيقة فقط. كانت تريد أن تظهر نفسها كامرأة تنفذ مشاريع جادة، لا مجرد شريكة لملياردير. لكن بسبب مظهرها وفضائحها السابقة، رأى الناس في هذا مجرد خطوة دعائية جديدة. سخروا منها على الإنترنت، واعتبروها "نسوية مزيفة"، واتهموها بأنها تسعى لجذب الانتباه بأي ثمن.
أما بيزوس، فبدا وكأنه بدأ فصلًا جديدًا في حياته. تحول من مهندس خجول إلى رجل مفتول العضلات ببشرة برونزية وابتسامة مثالية. بدلًا من المنتديات، أصبح يظهر في جلسات تصوير لمجلات الموضة، وبدلًا من البدلات الرسمية، ارتدى قبعات رعاة البقر وقمصانًا مفتوحة مع كوكتيلات في يده. جسده أصبح رياضيًا ووجهه بدا أصغر سنًا. بدا وكأنه يستمتع فعلًا بحياته الجديدة ويتبع لورين، ليس فقط من أجل الحب، بل من أجل الأسلوب أيضًا.
الزفاف المنتظر: فخامة غير مسبوقة وجدل لا ينتهي
جاءت اللحظة التي طال انتظارها؛ تقدم بيزوس لخطبتها على متن يخته الفاخر "كورو" الذي تبلغ قيمته نصف مليار دولار. عرضت لورين خاتمًا ضخمًا مرصعًا بالماس، وانتشرت أخبار الخطوبة حول العالم. احتفلت العروس بوداع العزوبية بطريقة فخمة، حيث نظمت حفلة نسائية في قلب باريس مع نجمات شهيرات ومطعم تاريخي وبالطبع الشامبانيا. لم يكن مجرد وداع لحياة العزوبية، بل كان "بروفة فاخرة للحياة القادمة".
أقيم الحفل في مدينة البندقية الساحرة، حيث استأجر جيف بيزوس أفضل الفنادق، بما في ذلك فندق "جريتي بالاس" الأسطوري وفندق "أمان فينيس" الذي يملكه الملياردير الروسي فلاديسلاف دورونين. تم نقل الضيوف على عشرات سيارات الأجرة المائية حتى أصبح النقل المحلي مزدحمًا بالكامل. امتد الزفاف لعدة أيام، وبدا كل مساء وكأنه ختام مهرجان سينمائي.
كان الاهتمام بالزفاف كبيرًا جدًا، وقائمة الضيوف كانت أشبه بالسجادة الحمراء لحفل الأوسكار: أوبرا وينفري، إيفانكا ترامب، كيم كارداشيان، أورلاندو بلوم، ليوناردو ديكابريو مع حبيبته العارضة الإيطالية، بالإضافة إلى أصدقاء من المليارديرات مثل بيل غيتس وزوجته. لكن ما صدم الجميع هو حضور العائلة المالكة في الأردن. أعلنت العائلة المالكة رسميًا أن هذا الحفل هو "زفاف ملكي"، حيث لم تصل الملكة رانيا وحدها إلى البندقية، بل جاءت أيضًا ابنتها الأميرة إيمان مع زوجها، وولي العهد الأمير حسين مع زوجته الأميرة رجوة. في عشاء ما قبل الزفاف، اختارت الملكة رانيا فستانًا أنيقًا من فاندي بلون وردي باهت، بينما ظهرت الأميرة رجوة بفستان ذهبي ضيق أظهر رشاقتها التي استعادتها بسرعة بعد ولادة ابنتها. وجود معظم أفراد العائلة المالكة الأردنية لم يضف فقط هيبة للحفل، بل ثبت مكانته في التاريخ كـ"زفاف القرن"، فلم يعد مجرد احتفال، بل حدث بمستوى البروتوكول الدولي.
احتجاجات وانتقادات: الوجه الآخر للرفاهية المبالغ فيها
لكن مع كل هذه الفخامة، جاءت الاحتجاجات. بدأت قبل الزفاف بفترة طويلة، حيث غضب الناس لأن المليارديرات يستخدمون المدينة كخلفية دون التفكير في السكان أو البيئة. هدد النشطاء المحليون بإغلاق القنوات باستخدام تماسيح مطاطية. حاول منظمو الزفاف تهدئة الوضع؛ تبرع بيزوس بمليوني دولار لحماية بحيرة البندقية، وأهدى للضيوف مجموعات هدايا تصل قيمتها لعشرات الآلاف من الدولارات تضمنت تذكارات وحلويات مصنوعة محليًا، كما تم تشغيل مئات السكان المحليين في الحفل كخدم ومرشدين وموظفين تقنيين.
لكن الناس أشادوا بالزوجين لرفضهما تلقي الهدايا، حيث طلبا من الضيوف بدلًا من ذلك التبرع لمكتب اليونسكو المحلي دعمًا لتراث البندقية التاريخي. لكن ذلك لم يوقف المنتقدين. حتى بطاقات الدعوة سخر منها الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلين إنها "بلا ذوق" وإنه من واحد من أغنى رجال العالم كان يمكن توقع شيء أكثر أناقة. وفيما كانت لورين سانشيز تتمايل بفستان مصمم وكان جيف بيزوس يبتسم تحت أضواء الكاميرات، كانت شوارع البندقية تمتلئ بالمتظاهرين الذين رفعوا اللافتات ورددوا الشعارات، غاضبين لأن مدينتهم أصبحت خلفية للترف المبالغ فيه.
أهم مراسم الزفاف جرت على جزيرة صغيرة اسمها سان جورجو ماجوري، حيث تبادل جيف ولورين العهود على أنغام ماتيو بوتشيلي، ابن المغني الشهير أندريا بوتشيلي. كانت الأجواء ساحرة، لكن بحسب الشائعات، فإن الزوجين تزوجا بالفعل في الولايات المتحدة قبل شهر في حفل مغلق بعيد عن الإعلام، وكان هذا الحفل مجرد "عرض للناس لا للمحاكم". ومن المعروف أن الحبيبين لم يربطهما الزواج فقط، بل وقعا أيضًا عقد زواج لحماية ثروة مؤسس أمازون التي تبلغ عدة مليارات.
في الحفل، ارتدت لورين فستان دانتيل من دولتشي آند غابانا بأكمام طويلة وياقة مرتفعة وأزرار تمتد من العنق إلى الأسفل، بينما شكلت التنورة ما يشبه شكل الحورية. هذا الستايل مستوحى من صوفيا لورين في فيلم "المنزل العائم" عام 1958. اعترفت سانشيز بأنها كانت تريد فستانًا عصريًا وجريئًا، لكنها أدركت أنها تغيرت وقالت: "أنا شخص مختلف تمامًا عما كنت عليه قبل خمس سنوات". وقد فوجئ الكثيرون فعلًا بإطلالتها "المغطاة". بعد الحفل، بدلت لورين ملابسها مرتين؛ في عشاء الزفاف ارتدت فستانًا بكورسيه مستوحى من ريتا هيوارث في فيلم "جيلدا"، وفي الحفلة فستان كوكتيل من أوسكار دي لارينتا مزين بـ 600 ياردة من السلاسل المخيطة يدويًا و175 ألف بلورة. وبحسب الشائعات، جهزت سانشيز 77 فستانًا من دولتشي آند غابانا لكل مناسبة من العشاء إلى جلسات التصوير.
تشير التقديرات إلى أن الزفاف كلف نحو 100 مليون دولار، لكن بالمقارنة مع ثروة بيزوس التي تتجاوز 200 مليار، فإن هذه المبالغ لا تؤثر على ميزانيته. زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز سيبقى حديث العالم لفترة طويلة. معظم الناس يقارنونه بزفاف الملياردير أمباني العام الماضي، الذي وصفه البعض بأنه "إهانة لفقراء الهند" حيث يعيش 75% من السكان تحت خط الفقر. والآن يتساءل الناس: هل كان هذا فعلًا احتفالًا حقيقيًا بالحب، أم عرضًا إعلاميًا مدروسًا بقيمة ملايين الدولارات؟