أخر الاخبار

فضيحة "It Ends With Us": كيف تحولت بليك لايفلي إلى "الممثلة المكروهة" في هوليوود وسط حرب قانونية مع جاستن بالدوني

 



فضيحة "It Ends With Us": كيف تحولت بليك لايفلي إلى "الممثلة المكروهة" في هوليوود وسط حرب قانونية مع جاستن بالدوني

تصدرت الممثلة الشهيرة بليك لايفلي، نجمة مسلسل "Gossip Girl"، عناوين الأخبار مؤخرًا بعد أن وجدت نفسها في قلب فضيحة مدوية أدت إلى فقدانها أكثر من مليون ونصف مليون متابع على إنستغرام. الأزمة تفجرت إثر الكشف عن تفاصيل الحرب القانونية الشرسة بينها وبين الممثل والمخرج جاستن بالدوني، بطل فيلم "It Ends With Us". القضية، التي بدأت بادعاءات تحرش من جانب لايفلي، تحولت إلى اتهامات متبادلة كشفت عن محاولات للسيطرة على الفيلم وتدخلات غير مبررة، ما وضع سمعة لايفلي وزوجها ريان رينولدز على المحك، وحتى صداقتها الطويلة مع نجمة البوب تايلور سويفت باتت مهددة.

جذور الأزمة: من الرواية إلى الشاشة

لِفهم أبعاد هذه القصة المعقدة، يجب العودة بضع سنوات إلى الوراء. فيلم "It Ends With Us" مقتبس من رواية شهيرة تحمل نفس الاسم للكاتبة كولين هوفر. الرواية، التي صدرت عام 2016، تتناول مواضيع حساسة ومعقدة مثل التعنيف العاطفي والعنف الأسري. لم تحقق الرواية نجاحًا كبيرًا في بدايتها، لكنها لفتت انتباه جاستن بالدوني، الذي تأثر بقصتها وقرر تحويلها إلى فيلم.

في عام 2019، أرسل بالدوني رسالة مؤثرة إلى كولين هوفر، نجح من خلالها في إقناعها ببيع حقوق الرواية، وحتى حقوق جزء ثانٍ منها بعنوان "It Starts With Us". بعد الحصول على الحقوق، سارع بالدوني لتأمين ميزانية إنتاج ضخمة بلغت 25 مليون دولار، واختار نفسه ليس فقط في دور البطولة (رايل كينسيد)، بل أيضًا في دور المخرج، مؤكداً فهمه العميق للعمل. تزامن هذا مع تصدر الرواية لـ"التريند" بشكل مفاجئ على تيك توك في عام 2021، لتصبح ظاهرة عالمية بين الفتيات المراهقات، مما زاد من التوقعات حول الفيلم. بدأ تصوير الفيلم رسميًا في عام 2023.

بداية المشاكل: اختيارات مثيرة للجدل وتدخلات غير مبررة

كانت نقطة التحول في هذه الدراما عندما اختار بالدوني بليك لايفلي لدور البطولة "ليلي". على الرغم من شهرتها، أثار هذا الاختيار انتقادات مبكرة بسبب فارق العمر، حيث تبلغ لايفلي 35 عامًا بينما شخصية ليلي في الرواية تبلغ 23 عامًا. لكن هذه كانت مجرد بداية لمشاكل أكبر. فمع قرب موعد عرض الفيلم في أغسطس 2024، لاحظ الجمهور غياب لايفلي وبالدوني عن أي فعاليات إعلانية مشتركة للفيلم، مما أثار شائعات عن وجود خلاف كبير بينهما.

تصرفات لايفلي خلال فترة ما قبل العرض كانت محيرة ومثيرة للاستفزاز. بينما كان بالدوني يتحدث بجدية عن مواضيع الفيلم المهمة، بدت لايفلي وكأنها تركز على تحقيق مكاسب شخصية. في نفس توقيت طرح الفيلم، أطلقت لايفلي مشروعين تجاريين خاصين بها: ماركة للعناية بالشعر وماركة للمشروبات الكحولية. والأغرب من ذلك، أن ردودها في المقابلات حول الفيلم كانت غالبًا غريبة ومستفزة، لدرجة أن مقاطع قديمة لها في مقابلات سابقة بدأت تنتشر تظهر أسلوبها "البايخ والكريه".

زاد الطين بلة تدخلات زوجها الممثل ريان رينولدز في الحملة الترويجية للفيلم، رغم أنه لا يشارك فيه بأي شكل. كان يظهر باستمرار في إعلانات "ديدبول و وولفرين"، فيلمه الذي تزامن عرضه مع "It Ends With Us"، مما أثار تساؤلات حول الدافع وراء هذا التدخل غير المنطقي.

وكشفت تفاصيل أخرى عن تعنت لايفلي أثناء التصوير: فقد قامت بتغيير جذري في السيناريو، وغيرت جميع أزياء شخصية ليلي، مما أثار غضب معجبي الكتاب الذين رأوا أن اختياراتها لا تتناسب مع الشخصية الأصلية. وصلت الأمور إلى ذروتها عندما أصرت على إعطاء ملاحظات على المونتاج، وفي اللحظات الأخيرة، قامت بتغيير ملحن الفيلم واستبداله بالملحن الذي عمل على فيلم زوجها "ديدبول". حتى أن لايفلي نفسها صرحت بأن صديقتها تايلور سويفت كان لها دور في اختيار الممثلين، وهو ما أكده بالدوني نفسه. كل هذه التصرفات أدت إلى انقلاب الرأي العام ضد بليك وريان.

معجزة شباك التذاكر وادعاءات التحرش المفاجئة

رغم كل المشاكل، حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا غير متوقع، بإيرادات بلغت 350 مليون دولار مقابل ميزانية 25 مليون دولار فقط، حتى مع تقييمات متوسطة. كان يمكن لهذا النجاح أن يكون كافيًا لإسكات الجدل، لكن لايفلي ورينولدز لم يستطيعا تقبل تشويه سمعتهما. في ديسمبر 2024، وفي خطوة مفاجئة، رفعت بليك لايفلي قضية تحرش جنسي ضد جاستن بالدوني. زعمت لايفلي أن بالدوني دخل مقطورتها (التريلر) دون إذن أثناء إرضاع طفلها، وأنه استغل مشاهد الرومانسية لـ"زيادة الأمر عن حده" والقيام بتصرفات غير موافق عليها. ادعت لايفلي أنها اشتكته، وأن بالدوني قام بحملة تشويه سمعة ضدها بعد ذلك.

هذه الاتهامات، التي نشرتها "نيويورك تايمز" بناءً على مستندات قدمها فريق لايفلي (والتي لم تتضمن أي دليل مادي على التحرش سوى بعض الرسائل التي أثبتت عمل بالدوني مع فريق علاقات عامة)، أثارت صدمة. رد فعل الجمهور كان سريعًا ومتعاطفًا مع لايفلي، حيث زاد عدد متابعيها ودعمها المشاهير، بما في ذلك مؤلفة الكتاب كولين هوفر. في المقابل، تعرض بالدوني لحملة هجوم شرسة، وتم "إلغاؤه" بشكل شبه كامل بين عشية وضحاها، وسُحبت منه جائزة كانت مقررة له، وتحولت سمعته إلى الحضيض. المأساة كانت في أن الحكم صدر تقريبًا بناءً على كلام لايفلي فقط، مدفوعًا بما وصفه البعض بـ"ثقافة الغرب" التي تفترض دائمًا براءة المرأة وإدانة الرجل.

بالدوني يرد بأدلة قاطعة: "تنانين" بليك تتحول إلى أوراق محترقة

لكن بالدوني لم يستسلم. في يناير 2025، رفع قضية مضادة ضد بليك لايفلي وزوجها ريان رينولدز، مطالبًا بتعويض قدره 400 مليون دولار. في دعواه، اتهم بالدوني لايفلي بالكذب وأنها كانت تسعى للسيطرة على الفيلم، وأنها استخدمت زوجها وصديقتها تايلور سويفت لتهديده وإجباره على الموافقة على تغييراتها. كشف بالدوني أن لايفلي هددته لضم اسمها كمنتجة تنفيذية للفيلم، رغم أنها لم تكن كذلك في الأصل. وزعم أيضًا أن لايفلي ورينولدز حاولا التدخل في عقوده وعلاقاته مع شركة سوني، مرجحًا أن الهدف كان الاستيلاء على حقوق الفيلم وحتى الجزء الثاني منه، وإقصاء بالدوني تمامًا من الصورة.

الفرق هذه المرة أن بالدوني نشر الأدلة التي يمتلكها أمام الجمهور. أول دليل كان حول التهديد: كشف بالدوني أن لايفلي حاولت تغيير السيناريو في أهم مشهد بالفيلم، وعندما التقاها لمناقشة الأمر في شقتها، تفاجأ بوجود تايلور سويفت وريان رينولدز، اللذين قاما بمدح التغييرات المقترحة وكأنهما يحاولان "تخويفه" للامتثال لمطالب بليك. نشر بالدوني سجلات محادثات بينه وبين لايفلي بعد هذا الاجتماع، والتي أظهرت محاولته تهدئتها، بينما ردت لايفلي برسائل صادمة مثل "أنا عندي تنانين تدافع عني، أنا زي الملكة دينيريس من جيم أوف ثرونز، وتنانيني مرة قوية" قاصدة ريان وتايلور، ووصفتهما بـ"وحوشي الحلوين" (my gorgeous monsters). هذا التعبير، بالإضافة إلى غرورها الواضح وتقديرها المتدني لتايلور سويفت (التي وصفتها وكأنها قطة وجدتها في الشارع)، أثار استياء تايلور بلا شك.

بالدوني نشر أيضًا أدلة تثبت تدخلات بليك في الفيلم، مثل إضاعة مبالغ طائلة من ميزانية الفيلم بسبب تغييرها لكل الملابس في منتصف التصوير، مما أثار غضب معجبي الكتاب وشركة سوني نفسها. لكن الدليل الأكثر قوة الذي قدمه بالدوني كان مقطع فيديو من المشهد الرومانسي الذي ادعت لايفلي أنه كان يحوي تحرشًا. في هذا المقطع، الذي صوره بالدوني خوفًا من المشاكل، يظهر جاستن وهو يمثل دوره بشكل طبيعي، ويتحدث إلى لايفلي بشكل مهذب ويحاول طمأنتها، بل ويذكر زوجته. المقطع أظهر أن تصرفاته كانت مهنية تمامًا. كما نشر بالدوني رسالة من بليك نفسها تدعوه لـ"التريلر" بينما كانت ترضع طفلها، مما ينقض ادعاءها بأنه دخل دون موافقتها.


سقوط جماهيري وصداقة متصدعة

عندما انكشفت كل هذه الأدلة، بدأت قصة لايفلي تتفكك في أعين الجمهور. انخفض عدد متابعيها على إنستغرام بشكل حاد، لتخسر حوالي 1.5 مليون متابع في غضون أشهر قليلة، كما خسر زوجها ريان رينولدز عددًا مماثلاً من المابعين، مما يؤكد ربط الجمهور بينهما في هذه الفضيحة.

أما تايلور سويفت، النجمة الأكبر في العالم، فلم تكن سعيدة بجر اسمها إلى هذه الدراما. بعد أن كشف فريق بالدوني أنه طلب من المحكمة الكشف عن رسائل تايلور لإثبات دورها في اختيار الممثلين وتهديد بالدوني، تدخل والد تايلور وتحدث مع فريق بالدوني، كاشفًا أن فريق لايفلي كان يهدد تايلور بنشر رسائلها الخاصة التي تعود لعشر سنوات إذا لم تدعم لايفلي علنًا. بعد هذا الكشف، تم سحب اسم تايلور سويفت من قضية بالدوني، وتشير المصادر إلى أن الصداقة التي جمعت تايلور وبليك لعشر سنوات قد انتهت تمامًا.

هنا يبرز السؤال الأكثر إثارة للقلق: هل كانت بليك لايفلي وراء كل هذا، أم أن زوجها ريان رينولدز كان المحرك الأساسي؟ تدخلات ريان غير المبررة في الفيلم، ورسالته التي طلب فيها تأجيل التصوير لكي لا يغيب عن بليك (مما يوحي بنوع من التحكم لا الرومانسية)، بالإضافة إلى ماضيهما المشترك (حيث التقى ريان ببليك أثناء تصوير فيلم وكان كلاهما في علاقة مع آخرين)، كلها عوامل تشير إلى احتمال وجود غيرة أو عدم ثقة من جانبه. الدليل الأكبر على شخصية ريان "السايكو" (كما وصفه البعض) هو إدراجه لشخصية "نايس بول" في فيلم "ديدبول و وولفرين"، وهي شخصية مستوحاة من بالدوني وتموت بطريقة بشعة، مما يلمح إلى رسالة تهديد مبطنة.

القضية لا تزال قيد النظر، ونتائجها غير معلومة بعد. لكن الشيء الوحيد المؤكد هو أن هذه الفضيحة قد غيرت النظرة إلى بليك لايفلي في هوليوود، ووضعتها في موقف لا تحسد عليه، مما يثبت صحة مقولة مارثا ستيوارت الشهيرة: "ريان [رينولدز] ليس شخصًا يضحك أبدًا."

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-