جليلة المغربية تروي فصولًا مؤلمة من الماضي: اعتراف بالحب وصدمة الزواج وتجاوز الخلافات
في بوح إعلامي استثنائي، فتحت الفنانة المغربية جليلة قلبها لتكشف النقاب عن علاقة عاطفية جمعتها بالفنان المصري تامر حسني، مستعرضة المراحل المختلفة لهذه التجربة بدءًا من شرارة الإعجاب الأولى، مرورًا بأيام الوئام والارتباط، وصولًا إلى لحظة الانكسار التي أحدثها خبر زواجه. ولم تقتصر شهادتها الصريحة على هذه الذكريات، بل امتدت لتشمل صفحة جديدة تُطوى مع الفنانة المغربية بسمة بوسيل، مؤكدة تجاوز سنوات الخلاف نحو آفاق من النضج والسلام الداخلي.
جليلة: اسمي هويتي.. ورفض الارتهان للماضي
بصوت واثق وعينين تقدحان إصرارًا، رفضت جليلة خلال حوارها مع الإعلامي علي ياسين في برنامج "الفصول الأربعة" أن يتم تعريفها بصفة "حبيبة تامر حسني السابقة". وأكدت قائلة: "أنا جليلة المغربية، وعلاقتي بتامر طواها الزمن ولا مجال لعودتها. حضوري على الساحة الرقمية يعود لعام 2018، والجمهور يعرف مسيرتي وتطوري الذي بذلت فيه جهدًا مضنيًا لأصل إلى ما أنا عليه اليوم." بهذه الكلمات القوية، أرادت جليلة أن تؤكد على فرديتها واستقلاليتها الفنية والشخصية، رافضة أن يظل الماضي يُلقي بظلاله على حاضرها ومستقبلها.
من شاشة "عمر وسلمى" إلى لقاء القدر في دبي.. بداية الحكاية
استرجعت جليلة خيوط البداية، مشيرة إلى أن إعجابها بتامر حسني بدأ منذ أن أسَرَها بأدائه في فيلم "عمر وسلمى" عام 2009. "كنت من أشد المعجبين به، وكم تمنيت حينها أن ألتقي بهذا الفنان المصري الذي استطاع أن يخطف قلبي. ويبدو أن القدر كان يُخبئ لي مفاجأة."
وكشفت عن تفاصيل اللقاء الأول الذي جمعهما في دبي، حيث دعتها صدفة جمعتها بصديق مشترك لحضور إحدى حفلاته. "في اليوم التالي، جمعنا عشاء عفوي، وهناك شعرت بانجذاب متبادل. تبادلنا أطراف الحديث لساعات طويلة حتى الفجر، وشعرت بتناغم روحي كبير معه. هو من بادر بإرسال رسالة صباح الخير في اليوم التالي، ومن هنا بدأت تتشكل ملامح علاقتنا. عشت معه لحظات جميلة وأخرى أقل جمالًا، ولكن في نهاية المطاف، لم يُكتب لهذه العلاقة الدوام."
جرح غائر.. صدمة الزواج التي هزت كيانها
بمرارة واضحة، وصفت جليلة اللحظة التي تلقت فيها نبأ زواج تامر حسني من بسمة بوسيل، تلك اللحظة التي تركت في قلبها ندوبًا لم تندمل تمامًا. "كنت أستعد للقائه على العشاء، وإذ بهاتف يرن يحمل خبرًا كالصاعقة من صديق مقرب: لقد تزوج. شعرت حينها وكأن عالمي ينهار. انطلقت صرخات مكتومة من أعماقي حتى مطلع الفجر، وعبثت بحجرة الفندق التي كنت أقيم بها في حالة من الذهول والقهر."
لم تتوقف آثار تلك الصدمة عند حدود تلك الليلة. "هذا الخذلان زرع في داخلي رهابًا من الرجال، ومن السفر، وحتى من صوت الطائرات. مكثت في مصر لأربعة أيام أخرى بعد ذلك الخبر المشؤوم، ثم عدت إلى الإمارات، لكن وطأة ذلك الألم لا تزال حاضرة في ذاكرتي حتى اليوم." بهذه الكلمات الصادقة، رسمت جليلة صورة حية لعمق الجرح الذي خلفه هذا الخبر المفاجئ في روحها.
طي صفحة الخلاف.. نحو مصالحة وسلام داخلي
في تطور لافت يعكس نضجًا روحيًا وسموًا في التعامل مع الماضي، تحدثت جليلة عن علاقتها الحالية بزميلتها الفنانة بسمة بوسيل، مؤكدة أن صفحة الخلافات قد طُويت للأبد. "بسمة ليست خصمي على الإطلاق، وقد يفاجئ هذا الكثيرين. في الماضي، شهدت علاقتنا بعض التوترات، لكنني اليوم أعيش مرحلة من السلام النفسي العميق والنضوج الفكري."
وأضافت بتقدير واحترام: "ربما كانت هي الأكثر معاناة في تلك الفترة. لقد بادرت بإرسال تحية لي عبر صديق مشترك، وأنا من هنا أقول لها: أنتِ امرأة ناجحة بكل المقاييس، وأم محبة لأطفالك، وصاحبة صوت عذب. أتمنى لكِ كل التوفيق في حياتك وأن يعوضك الله خيرًا." هذه الكلمات الدافئة والصادقة تجسد تحولًا جذريًا في العلاقة بين الفنانتين، وتشير إلى قدرة الإنسان على التسامح وتجاوز مرارة الماضي.
في نهاية هذا البوح العميق، تركت جليلة المغربية بصمة مؤثرة كامرأة استطاعت أن تحول تجربة مؤلمة إلى درس في القوة والمرونة والقدرة على التسامح. حديثها الصريح لم يكشف فقط عن فصول من ماضٍ عاطفي، بل قدم أيضًا شهادة حية على النضوج الروحي والقدرة على بناء مستقبل أكثر سلامًا وإيجابية.