أخر الاخبار

تصريحات "الوطنية" تثير عاصفة: هل تُرحَّل هند صبري من مصر؟ جدل يطال النجوم في زمن الأزمات

 

تصريحات "الوطنية" تثير عاصفة: هل تُرحَّل هند صبري من مصر؟ جدل يطال النجوم في زمن الأزمات

تصاعدت حدة الجدل في الأوساط الفنية والإعلامية المصرية والعربية مؤخرًا، إثر تصريحات منسوبة للفنانة التونسية هند صبري، نجمة السينما والتلفزيون العربي، أثارت عاصفة من الغضب والاتهامات، وصلت إلى حد المطالبة بترحيلها الفوري من مصر. التصريح الذي أشعل فتيل الأزمة، والذي نقلته بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، يحوي عبارة "أنا تونسية وأفتخر، وما حدش يقولي أنا مصرية"، وقد قيل بلهجة وطريقة اعتبرها الكثيرون مستفزة وغير مقبولة، خاصة وأن هند صبري تعيش وتعمل في مصر منذ سنوات طويلة وحققت فيها نجومية وشهرة واسعة.

تصريحٌ أشعل النيران: "محدش يقولي إني مصرية"

العبارة التي نسبت لهند صبري، والتي لم يصدر عنها توضيح رسمي حتى الآن، جاءت في سياق يراه البعض مرتبطًا بحدث أو موقف معين، ربما يتعلق بـ"قضايا الحصار" أو الأوضاع الإقليمية المتوترة، وفقًا لبعض التحليلات. لكن الطريقة التي قيلت بها، والشكل الذي ظهرت به الممثلة خلال هذا التصريح، لم يرق لأغلب المصريين. ردود الفعل الغاضبة لم تتأخر، حيث طالبت أعداد كبيرة من رواد التواصل الاجتماعي وبعض الإعلاميين هند صبري بـ"الرحيل عن مصر" إذا كانت لا تفتخر بانتمائها لهذا البلد الذي احتضنها، مؤكدين أن مصر غنية بأبنائها الذين يفتخرون بجنسيتهم.

الجمهور الغاضب وجه اتهامات لهند صبري بأنها "تتنكر" لمصر التي منحتها الفرصة للنجومية والأمان والعيش الكريم. وتساءل البعض بسخرية: "إذا كنتِ وطنية وفخورة ببلدك تونس بهذا القدر، فلماذا لا تطلبين من جيش بلدك القيام بشيء، بدلًا من توجيه الانتقادات لمصر دائمًا؟". هذه الاتهامات تعكس حالة من الاستياء الشعبي، يبدو أنها تراكمت بسبب تصريحات سابقة لبعض الفنانين في أوقات حرجة، أو ربما بسبب حساسية عامة لدى الرأي العام تجاه أي تصريح يمس الهوية الوطنية أو الانتماء لمصر.

مطالبات بالترحيل وتدخل السلطات

لم تتوقف الردود الغاضبة عند حد الانتقاد اللفظي، بل تصاعدت لتصل إلى مطالبات صريحة للسلطات المصرية والشرطة المصرية بترحيل هند صبري خارج البلاد. هذه المطالبات، وإن كانت تبدو مبالغًا فيها للبعض، إلا أنها تعكس عمق الشعور بالغضب لدى شريحة كبيرة من الجمهور الذي يرى في هذا التصريح "إهانة" أو "نكران للجميل". ويبرز البعض وجهة نظر مفادها أن مصر ليست بحاجة إلى من لا يفتخر بجنسيتها، وأنها تملك من العلماء والشخصيات الفنية والعامة من يمثلها خير تمثيل.

من جانب آخر، يرى بعض المتابعين أن هذه الموجة من الغضب ربما تكون "مبالغًا فيها" و"ليست مستحقة" لكل هذا التصعيد. ويرجح أن تكون هذه ردود فعل عاطفية ناجمة عن ضغط السوشيال ميديا، حيث يتجرأ البعض على توجيه انتقادات حادة من وراء شاشات الهواتف والكيبوردات، بينما قد يتغير موقفهم في اللقاءات المباشرة. ويرى هؤلاء أن هند صبري لم تقل ما يشينها أو ما يدل على أنها "لا تتشرف" بكونها مصرية، بل كل ما قالته هو أنها تونسية وتفتخر بذلك، وهذا حق طبيعي لأي شخص أن يفتخر بوطنه الأصلي. هذا الجدل يفتح الباب واسعًا أمام نقاش حول حدود حرية التعبير، وتأثير السوشيال ميديا في تضخيم القضايا وتشكيل الرأي العام.



أزمة إلهام شاهين وهالة سرحان في العراق: صراعات إقليمية تلقي بظلالها

في سياق آخر متصل بأزمات الفنانين والتوترات الإقليمية، تداول خبر عن احتجاز الفنانتين المصريتين إلهام شاهين وهالة سرحان في العراق، وعدم قدرتهما على العودة إلى مصر. أفادت الأنباء بأنهما كانتا في فعاليات فنية هناك، ولكن الأجواء الجوية المتوترة بسبب الأحداث الجارية في المنطقة، وخاصة التوترات الإقليمية، تسببت في إغلاق المجال الجوي أو تعطيل حركة الطيران، مما جعلهما "محاصرتين" في المطار.

الفنانتان، وفقًا للأنباء المتداولة، وجهتا "استغاثات" للعودة إلى مصر، وتُظهر صور متداولة لهما من قلب المطار حالة من القلق. أشير إلى أن السفارة المصرية في العراق تواصلت معهما فورًا بعد تصريحاتهما، وهو ما أثار إعجاب البعض واعتزازهم ببلادهم التي تتواصل مع مواطنيها في الأزمات. لكن هذا التواصل أثار أيضًا جدلًا آخر حول ما إذا كانت هذه الاستجابة السريعة بسبب كونهما فنانتين مشهورتين، أم أنها سياسة عامة للسفارة تجاه جميع المواطنين في الخارج.

هذه الأزمة تسلط الضوء على تأثير الأحداث الجيوسياسية على حياة الأفراد العاديين والفنانين على حد سواء. كما أنها تعكس حالة من عدم اليقين والقلق في المنطقة، وكيف يمكن أن تؤثر التوترات السياسية على حركة السفر والعودة إلى الوطن.

سجال حول "الاعتراض الدائم" وتأثير السوشيال ميديا

يختتم البعض هذا النقاش بطرح تساؤل أعمق حول حالة "الاعتراض الدائم" و"الانتقاد العالي" التي تسود المجتمعات حاليًا، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. يرى هؤلاء أن هناك ميلاً متزايدًا لدى بعض الأفراد للانتقاد والاعتراض على كل شيء تفعله بلادهم أو شخصياتها العامة، وكأن "الخلق للاعتراض" أصبح سمة العصر. ويُرجع البعض هذا السلوك إلى حرية التعبير المتاحة من وراء شاشة الموبايل أو الكيبورد، والتي تمنح شعورًا بالشجاعة قد لا يتوفر في المواجهات المباشرة.

هذا التحليل يشير إلى أن السوشيال ميديا، رغم إيجابياتها في إيصال الأصوات، قد تساهم في خلق حالة من "التجرؤ" و"الانتقاد اللاذع" الذي قد يفتقر إلى الموضوعية أو الفهم الكامل للسياقات. ويظل السؤال مطروحًا: هل هذه الموجة من الغضب على هند صبري، أو على غيرها من الفنانين، مستحقة كل هذه "الأفورة" و"التضخيم"؟ أم أن هناك حاجة لإعادة النظر في طريقة التعامل مع التصريحات والآراء في الفضاء العام، بعيدًا عن الاستقطاب والتسرع في إصدار الأحكام؟

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-